آخر كلام: حصاد 2011.. عام بألف عام

حصاد عام بألف عام يبعث الروح في الإنسان العربي و يلهم العالم و يسقط ثلاثة من رؤوس الديكتاتورية، ثلاثة فقط حتى الآن.

طيب
الله أوقاتكم. الهارب و المقتول و المخلوع، ألقاب أطلقها الوعي الجمعي
للشعوب على أولئك الطغاة. فأما الهارب و المقتول فقد مهد كل منهما بمصيره،
رغم أنفه، طريقاً لشعبه كي يبدأ في فتح صفحة جديدة. و أما المخلوع فلا يزال
في بلاده حياً يرزق. تأتينا صورته من آن لآخر داخل قفص في محكمة، لكن شبحه
يأتينا كل يوم في كثير مما يحدث. قليلون هم من يأخذون الآن محاكمته مأخذ
الجد، و قليلون هم من يصدقون أن نظامه حقاً سقط. هذه محاولة لرصد حصاد عام
حافل بالأحداث لنظام لم يسقط بعد أمام ثورة لا تنكسر.

أهلاً بكم. بدأ العام فجأة بكارثة.

المسؤولية.
ربما يكون هذا صحيحاً بمعنى من المعاني، لكن قاتلاً أو مخططاً أو متآمراً
لم يقدم للعدالة حتى الآن، اللهم إلا كنت تثق في وزير الداخلية الأسبق،
حبيب العادلي، الذي زعم في الثالث و العشرين من يناير مسؤولية أحد
التنظيمات الفلسطينية. زعم ذلك في أكاديمية الشرطة في حضور رئيسه حسني
مبارك قبل اندلاع شرارة ما كانوا يخشونه و لم يكونوا يتوقعون أن يتطور إلى
ما تطور إليه: ثورة مصر من أقصاها إلى أقصاها. يمكن الآن لأديب روائي أن
يتخيل شخصية فقدت ذاكرتها في الرابع و العشرين من يناير قبل أن تستعيدها
اليوم، و يمكن لنا أن نتخيل حجم الصدمة. من حسن الحظ أن ضيفنا في هذا
الحصاد هو أديب روائي بدرجة سفير هو الدكتور عز الدين شكري فيشير أستاذ
العلوم السياسية في الجامعة الأميريكية في القاهرة.