حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء 11 أبريل الجاري سقط أحد أخطر المجرمين بين أيدي الأجهزة الأمنية. تمكنت عناصر من الدرك الملكي بمدينة أكليم، التابعة لسرية الدرك الملكي ببركان، من إلقاء القبض على «وحش الغابة» على مقربة من الغابة المجاورة لـ «دوار أولاد بلخير» بجماعة بوغريبة قيادة بني وريمش بدائرة أكليم. الموقوف، مطلق من مواليد سنة 1991 بنفس الدوار. صاحب لائحة طويلة من السوابق القضائية، ومبحوث عنه من طرف عدة مصالح أمنية، والتهم: قضايا الاختطاف والإحتجاز والاغتصاب والضرب والجرح بالسلاح الأبيض. تجاوز عدد ضحاياه 20 فتاة وامرأة، كان يأخذهن بالقوة عن طريق التهديد إلى أماكن مختلفة بمغارات بـ «غابة بني زناسن»، حيث كان يقوم باغتصابهن بطرقه الخاصة على إيقاع شرب الخمر واستهلاك المخدرات التي تفتح له باب تعذيب الضحية بتجريدها من ملابسها وتكبيلها بعد إشباع رغبته مؤقتا، في انتظار العودة إليها من أجل الانقضاض عليها ومعاودة سيناريو جحيم الاغتصاب وتعنيف “الفريسة”، وفي حالة المقاومة تظهر ملامح الإجرام على وجهه المخيف.
لحظات القبض على المجرم
كان «وحش الغابة» بإحدى المغارات المجاورة رفقة سيدتين لكل منهما خمسة أطفال، إحداهما متزوجة والأخرى مطلقة. خروج عادي بجانب الطريق الرئيسية لم يكونا يعلمان أنه سيوقعهما في شباك «الوحش» الذي استل سكينه وأرغمهما على مرافقته تحت التهديد إلى إحدى زوايا الغابة التي كان يعرفها جيدا. ظلا في قبضته إلى أن تم تحديد مكانه بين الغابات والمغارات التي كان يتنقل بينها حتى يتجنب ملاحقة الأعين الأمنية التي كانت تطارده. المجهودات التي بذلت من طرف مصالح الدرك الملكي بتنسيق مع السلطة المحلية والأمن الوطني والقوات المساعدة انتهت بمحاصرته من كل الجهات ليستسلم للأمر الواقع، بعد مقاومته وإشهاره للسلاح الأبيض في وجه عناصر الأمن التي لم تترك له فرصة الفرار. تم تجريده من سلاحه وحررت السيدتان المحتجزتان من بطشه. وبعد اقتياده لمركز الدرك الملكي بـ «أكليم» وضع تحت الحراسة النظرية قبل الإستماع إليه بخصوص كل الجرائم المرتكبة من طرفه في حق جميع الضحايا من النساء والفتيات اللواتي تعرفن عليه بسهولة، ومنهن إحدى الحوامل اختطفها من مدينة بركان ومطلقات ومتزوجات كان يتفنن في طرق الإيقاع بهن في شباكه، حيث كان يقوم في بعض الأحيان بترصدهن وهن ينتظرن وسيلة نقل تقلهن من البادية إلى المدينة لينقض عليهن، مستغلا وجود الغابة من كلتا جهتي الطريق المعبدة.
تحقيق معمق تمكنت من خلاله العناصر المحققة من تدوين اعترافات وضعت حدا لجرائم مختلفة بأكليم والنواحي بطلها وحش الغابة الذي أحيل على الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بمدينة وجدة من أجل الإختطاف والإحتجاز والاغتصاب والضرب والجرح بالسلاح الأبيض، بعد أن ذاع صيته بالمنطقة، حيث أصبح يشكل هاجسا يطارد النساء والفتيات خاصة بالأماكن التي تقل بها حركة السير. كانت الشكايات قد تقاطرت على المصالح الأمنية، ووضعت نصب الأعين «وحش الغابة» الذي استطاع أن يفرض إيقاعه لمدة خمس سنوات رغم ارتكابه لجرائم هزت مدينة أكليم والنواحي، إلى أن تحقق حلم وضع حد لكابوس دام طويلا وانتهى بسقوط وحش الغابة الذي خلف ارتياحا بين أوساط ساكنة تخلصت من مجرم خطير روع المنطقة باعتداءاته.
موضوع: «وحش الغابة» في يد العدالة 
26/4/2012, 18:03