يا مغيث ..!!
بدر الحمري
الاثنين 19 مارس 2012 - 01:24
في كل درب .. وكل منزل يكاد الحديث يغيب أو يحضرعن جفاف السنة .. ومطر السنة .. والحسرة والأسى والألم على خيرات الأمس عند الآباء والأجداد .
السماء لم تعد تمطر، والقلوب المؤمنة لا تقنط من رحمة الله، وإمام حينا بكى وهو يدعو ربه أن ينزل الغيث في ختام خطبة الجمعة الماضية.. حتى أبكى كل مؤمن .. إلا قليلا، وأبكى معه بلابل الحي وعصافيره وحمامه وشجره .. وكثيرا .. كثيرا من العالمين !
الجفاف الحقيقي الذي نعيشه اليوم هو جفاف الأخلاق، والمحبة، والوفاء، والاحترام، والواجب، والكرامة، والضمير الإنساني، ... فضلا على جفاف الحقوق التي نمنعها عن الناس ونصادر الرحمات على الخلق: بشر وحجر ونبات وشجر .. ويوم نرى الخلق هم نحن، يوم نكون جميعا كالجسد الواحد ... حينها ستمطر السماء غيثا .. وليس مطرا، لنا لا علينا . بمقدار نبضات الإيمان في قلوب المخلصين.
كيف قست قلوبنا يا أهلنا في وطننا الإنساني ؟! ..
ليس الجواب عند " أخطر المجرمين" .. ولا كل من يهين أهل القرآن، وأهل العلم وكل من صار على دربهم .. وفي المقابل يفرش الورد والبساط الأحمر ويقدم التمر والحليب لأهل يعيشون تحت الصفر من الكرامة ولا يقدمون لبلدهم إلا فقاعات الصابون .. سريعا تنفجر في الهواء .. وأي هواء هو .. إنه الهواء الفاسد، هواء لا رائحة تراب فيه ولا شبه بينه وبين أصحابه، فكيف لا يكون فاسدا !
ها قد أقبل الربيع بدون ربيع .. وكفى منكم وعليكم ضحكا أننا في «ربيع ديمقراطي» إنه لقحط وجفاف ودماء وقتل من ظلمنا المتبادل على قدم الشر والجريمة، عندما تصبح الجريمة تدرس أبجدياتها لأبنائنا في قنوات تسمى مجازا وطنية !
كيف جعلنا من النار ذهبا وهي في الأصل لم تخلق إلا لتيسير سعادة العباد في كل البلاد ؟ ..
كيف أصبحت مشاهد القتل والدم والسقوط والفشل والخيانة تغرينا على المتابعة .. ونسينا أن نداوم على الإستغفار حتى لا يحرمنا الحنان المنان من سماء مباركة ..؟
.. ليس الجواب عند أي فرد من " الثوار الجدد" ..
الجواب عند نفحات الصبح بعيدا عن خيانة ليل السكارى .. وقريبا من تهجد العابدين ..
لقد هرمنا حزنا في هذه اللحظة التاريخية الجافة فيها بصيرتنا، لكننا لن نمل من دعائه بعد كل صلاة : « وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ»[الشورى : 28]
فيا مغيث ... يا ألله .. أغـثـــــنا ..