الفريق الاستقلالي يقاطع مناقشة ميزانية وزارة التربية ومضيان يهدد باستقالته من رئاسة الفريق
قاطع نواب الفريق الاستقلالي، صباح أمس (الاثنين)، أشغال مناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة التربية الوطنية لسنة 2012 التي احتضنتها القاعة المغربية، احتجاجا على مواقف محمد الوفا، وزير التربية، الذي قال عضو قيادي في حزب «الميزان»، إنه «مازال يحن إلى عقلية إدريس البصري أثناء تسييره لاجتماعات الأكاديميات». وعلمت «الصباح» من مصدر بارز في الفريق الاستقلالي أن مقاطعة البرلمانيين الاستقلاليين للجنة التعليم والثقافة والاتصال التي ترأسها كجمولة منت أبي، جاءت احتجاجا على مواقف وزير التربية الوطنية، الذي أجمع أعضاء الفريق الاستقلالي على أنه فرض على الحزب، وأنه ظل خارج المغرب لمدة 12 سنة، ولم يعرف أن المغرب وحزب الاستقلال تغيرا.
وكان خلاف نشب بين الوفا، ونورالدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي في مجلس النواب، عندما سافر الأخير إلى الحسيمة، بهدف تنظيم حفل عشاء على شرفه، تزامن مع انعقاد المجلس الإداري لأكاديمية الجهة، غير أن الوزير نكث بوعده، وترك مضيان رفقة ضيوفه والعديد من المناضلين الاستقلاليين ينتظرون، رافضا أن يجيبه على الهاتف.
ولم يجد رئيس الفريق الاستقلالي من حيلة سوى الاتصال هاتفيا بمحمد الحافي، والي الجهة نفسها، ليسأله عن الوزير الذي كان رفقته أثناء انعقاد المجلس الإداري للأكاديمية، وبحسن نية أجاب الوالي مضيان، بأن الوفا معه، فسلمه الهاتف لكي يتحدث إليه، غير أن الوفا، عاتب مضيان بشدة، وقال له «من غير الأخلاق أن تتحدث معي على هاتف والي الجهةّ»، الأمر الذي جعل مضيان يثور، ويغلق الخط في وجهه. وانتقلت الأزمة إلى اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إذ أحاط مضيان الأمين العام للحزب وباقي أعضاء اللجنة التنفيذية بما جرى له مع وزير التربية الوطنية، وتسبب له في إحراجات كبيرة، أمام والي الجهة، وحشد كبير من نشطاء حزب الاستقلال في جهة الحسيمة، وبعض الفعاليات التي دعيت إلى حفل العشاء.
وأعلن أعضاء الفريق الاستقلالي في مجلس النواب تضامنهم المطلق مع رئيس فريقهم نورالدين مضيان، الذي هدد بتقديم استقالته من رئاسة الفريق، احتجاجا على موقف محمد الوفا، الذي وجد نفسه، وسط أعضاء من المعارضة، الذين يستعدون لمحاسبته، على بعض خرجاته ومواقفه التي أثارت الكثير من السخط والتذمر.
ولم يحضر ولو عضو استقلالي أشغال لجنة التعليم، إذ وقف قيادي استقلالي بارز أمام باب القاعة المغربية، ليوجه أعضاء الفريق الاستقلالي إلى قاعات أخرى، احتضنت مناقشات ميزانيات أخرى، بدل الدخول إلى القاعة المغربية حيث كان الوفا.
والتقط الوزير رسالة المقاطعة بسرعة، ولم يجد بدا من الشروع في تقديم عرضه، وسط غيابات كبيرة لأعضاء اللجنة، خصوصا من طرف النواب الاستقلاليين·
وكشف مصدر استقلالي أن قيادة الحزب ستستدعي الوفا للاستماع إليه في أمر ما حدث في الحسيمة مع عضو قيادي في الحزب، ورئيس الفريق، كما ينتظر أن يتعرض وزير التربية الوطنية إلى المحاسبة من طرف اللجنة التنفيذية، خصوصا أنه متهم بعدم التواصل مع فعاليات الحزب، إذ عندما يزور بعض المدن، يرفض الاجتماع بمناضلي الحزب، وكأنه يمثل حزب «الليكود» كما جاء على لسان المصدر نفسه، وليس حزب علال الفاسي، عكس الوزراء الاستقلاليين السابقين، الذين كانوا كلما زاروا منطقة ما، إلا واجتمعوا بالمناضلين الاستقلاليين، وزاروا مقرات الحزب· وأضاف المتحدث أن «الوفا لا يزور مقرات الحزب، ولا يعير اهتماما للتنظيم»·
عبد الله الكوزي