اعنفال عسكري أحدث عاهة لكوميسير بالصحراء

أمرت مديرية العدل العسكري بالرباط، مساء الخميس الماضي، بإيداع ضابط صف في القوات المسلحة الملكية، بتهمة الاعتداء على عميد شرطة والتسبب له في عاهة مستديمة، رهن تدابير الحبس الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا، في انتظار إجراء تحقيق مفصل معه، قبل محاكمته طبقا للقانون. وجاء في وقائع القضية، وفق مصدر موثوق، أن الظنين كان رفقة فتاة في موضع خال من المارة، بالمنطقة المعروفة بـ «الحوزة»، جنوب الصحراء، وتزامن وجودهما بذلك المكان المشبوه مع مرور دورية أمنية، كان يقودها مسؤول أمني برتبة عميد شرطة، فأثار انتباه رجال الأمن المتهم والفتاة التي كانت رفقته، فقرروا أن يتوقفوا قربهما ويباشروا معهما إجراءات التحقق من الهوية.
واستنادا إلى المصدر ذاته، استفسر عميد الشرطة ضابط الصف عن سبب وجوده رفقة الفتاة بالمكان في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وعن العلاقة التي تربطه بها، إلا أن المتهم لم يرد على الكوميسير بما ينبغي، بل حاول تجاوز الإجراءات الأمنية الروتينية بالتصريح بأنه عسكري، إلا أن المسؤول الأمني أصر على أن يقدم بطاقته الوطنية.
وخاطب عميد الشرطة العسكري بشدة، وطالبه بتقديم بطاقته الوطنية، فأثار التصرف حفيظة العسكري، الذي تلفظ ببعض الكلمات النابية، ليفاجأ بعميد الشرطة يوجه إليه صفعة قوية أمام عشيقته، الأمر الذي جعله يرفض اجترار الإهانة، ويرد الصاع صاعين للكوميسير.
ووفق ما جاء في محاضر الضابطة القضائية للدرك الملكي، سارع الظنين إلى التجرد من حزامه العسكري، الذي ينتهي بقطعة حديدية ثقيلة، وبدأ يوجه الضربات بشكل عشوائي ذات اليمين وذات اليسار، فألحق إصابات متفاوتة الخطورة بأفراد الدورية، كما عرض العميد لإصابات خطيرة.
وجاء في تصريحات عميد الشرطة، أثناء الاستماع إلى أقواله في محضر قانوني، أنه تعرض للتعنيف من طرف العسكري، واعتدى عليه بالحزام، فأصابه بعاهة مستديمة متمثلة في فقدانه البصر بإحدى عينيه، إضافة إلى شلل بيده اليسرى. وأدلى عميد الشرطة بشهادة طبية تثبت الإصابة وتحدد مدة العجز. وأكد العسكري ما نسب إليه، موضحا أنه دافع فقط عن نفسه، بعد الصفعة التي تعرض لها من طرف العميد، والإهانة أمام صديقته.
وتوقعت مصادر قانونية أن توجه المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط استدعاء إلى العميد للحضور إلى أولى جلسات النظر في القضية، للاستماع إلى أقواله، قبل ترتيب الجزاءات القانونية اللازمة وإصدار الحكم المناسب.

محمد البودالي