[b]الإضرابات والاحتجاجات والغيابات وراء تدني المردودية بقطاع التعليم
عاتب عضو جمعية الآباء والأمهات بالثانوية التأهيلية لبئر إنزران بالجديدة، النقابات التي لا تهمها مصلحة التلميذ ولا تهتم بمعاناة الآباء والأمهات، بل تفكر في مصالح المنتمين إليها، منتقدا في الوقت ذاته، كثرة الإضرابات التي أفرغت من محتواها ولم تعد مجدية أمام التمييع النقابي والتفريخ والتشتت الذي يعرفه قطاع التربية والتعليم ببلادنا. وحمل المصدر ذاته، المسؤولية للوزارة الوصية التي تتعامل مع المضربين بنوع من اللامبالاة وعدم المسؤولية، وطالبها بالبت والحسم في الأمر، بالنظر في الملف المطلبي لرجال التعليم من جهة والتسريع بمناقشته وتلبية المعقول فيه من جهة ثانية والضرب بيد من حديد على المتلاعبين والمضربين بغير سند قانوني من جهة أخرى واللجوء إلى خصم أيام الإضراب لتحديد وتقنين صيغة الإضراب من جهة رابعة.
إلى ذلك، أشار أحد المؤطرين التربويين بإقليم الجديدة، إلى الهدر المدرسي وتدني المردودية التربوية والتعليمية، الذي تساهم فيه كثرة العطل المدرسية والإضرابات والتوقفات والوقفات الاحتجاجية والغيابات المبررة وغير المبررة. وقال، "إن عدد أيام العطل المدرسية يتراوح ما بين 30 و40 يوما في السنة وعدد الإضرابات يتراوح ما بين 15 و20 يوما في السنة وعدد أيام الآحاد، يفوق 40 يوما، يضاف إلى ذلك الغيابات الطارئة والغيابات المبررة بالشهادات والغيابات الناتجة عن المشاركة في اللقاءات التربوية والندوات والمهرجانات الفنية والرياضية، دون الحديث عن الغيابات غير المبررة، ليصل عدد الأيام التي تتوقف فيها الدراسة كرها أو طوعا إلى أكثر من 150 يوما سنويا، علما أن عدد أيام السنة الدراسية لا يتجاوز 290 يوما في أقصى الحالات، بعد توقفها خلال شهري يوليوز وغشت وبداية شتنبر. معنى ذلك، يقول المصدر ذاته، أن التلميذ بقطاع التعليم لا يلج المدرسة العمومية أكثر من 140 يوما من أصل 365 يوما في السنة، وهذا ما يبرر بشكل واضح وجلي تدني المردودية في قطاع التعليم ببلادنا.
من جهة أخرى، طرح مدير مؤسسة تعليمية إعدادية بالجديدة إشكالية أخرى، تساهم في الهدر المدرسي وتعطل الدراسة في الأيام العادية، مشيرا إلى اقتحام هذه المؤسسات من طرف تلاميذ وطلبة بين الفينة والأخرى، لحث تلامذتها كرها على مغادرتها تضامنا مع جهة من الجهات، أو تعبيرا عن مساندة لحركة من الحركات، شاجبا في الوقت ذاته، سكوت الجهات الأمنية التربوية، التي تترك الحبل على الغارب دون اتخاذ ما يلزم اتخاذه لردع مثل هؤلاء التلاميذ والأغراب، الذين لا يهمهم من العملية كلها سوى التظاهر والخروج إلى الأزقة والشوارع، ضاربين ومؤثرين سلبا على سير العملية التربوية ككل.
أحمد ذو الرشاد (الجديدة)
[/b]