أدانت محكمة الاستئناف بالجديدة يوم أول أمس الخميس المتهمة بقتل الطفلة الخادمة، و حكمت عليها بعشر سنوات سجنا نافذا بعد مؤاخذتها بتهمة الضرب و الجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه.
و تعود فصول هذه الجريمة إلى نهاية شهر يوليوز الماضي، حين كانت الهالكة ذات الـ 7 سنوات ترافق ابنة مشغلتها وزوجها في عطلة صيفية بمدينة الجديدة، إذ عزت المتهمة أسباب إقدامها على قتل الضحية إلى عدم إتقان الأخيرة عملية غسل قميص زوجها باهظ الثمن.
فبعد أن استيقظت المتهمة متأخرة من نومها ذاك اليوم الصيفي القائظ، فوجئت بأن الخادمة لم تقم بتنظيف القميص بطريقة جيدة، فشرعت تصرخ في وجهها حتى فقدت أعصابها لتتناول قطعة أنبوب بلاستيكي خاص بتركيب قنينة الغاز من الحجم الكبير، حيث انهالت عليها ضربا دونما اهتمام لصرخات وتوسلات الطفلة الصغيرة، بل واصلت اعتداءها الوحشي على جسدها الصغير بواسطة صندل بلاستيكي، حيث وجهت إليها عدة ضربات خرت على إثرها الضحية أرضا بالمطبخ.
و بموازاة عملية الاعتداء التي طالت الهالكة، كان زوج المتهمة قد غادر البيت نحو المقهى دون تخليصها من بطش زوجته، أو توجيه اللوم إلى هذه الأخيرة التي قصدت بدورها أحد الدكاكين من أجل اقتناء بعض المواد الغذائية لتحضير وجبة الفطور، تاركة وراءها الخادمة المسكينة تئن وحيدة من وطأة الألم الناجم عن وحشية الاعتداء الذي طالها.
وفي أعقاب عودتها إلى الشقة الكائنة بتجزئة «ملك الشيخ» اندهشت المتهمة لأمر الخادمة التي كانت قد دخلت في غيبوبة تامة، حاولت إنقاذها بتزويدها بقرص دواء منشط، بل وعمدت إلى رشها بالماء في أفق أن تساعدها على استرجاع وعيها لكن دون جدوى.
صارت الزوجة أشبه ما يكون بطير يرقص من ألم الذبح، إذ غادرت الشقة مسرح الجريمة لتصادف زوجها يصعد درج العمارة حيث أشعرته بالفاجعة، ففضّل التوجه رفقتها نحو بيت إحدى قريباتها التي تعمل ممرضة بمستشفى محمد الخامس الإقليمي عوض تقديم المساعدة للضحية بنقلها إلى المؤسسة الصحية ذاتها.
قام الزوج بإيصال زوجته و قريبتها إلى باب العمارة التي تضم الشقة مسرح الجريمة وسلك طريق المجهول، حيث اختفى عن الأنظار، فيما اكتشفت الممرضة أن الضحية قد لفظت آخر أنفاسها لتطلب سيارة الإسعاف، حيث اشترط رجال الوقاية المدنية ضرورة حضور رجال الشرطة قبل نقل الجثة بواسطة سيارة نقل الأموات، لينكشف سر هذه الجريمة التي انضافت إلى قائمة الجرائم التي ترتكبها المشغلات في حق خادمات صغيرات.
الجديدة : عبدالفتاح زغادي
][/size]