نعيش اليوم لحظة تحول حاسمة في تاريخ الحضارة الإنسانية، قد تجعلنا نتيه عن طريقنا لكن ذاك المسار نفسه مليء بالإثارة. فبعد كل شيء، أليس الإنسان هو من أراد الاستهلاك على نحو أكبر،
والتحكم، وتشييد المباني، وبسط السيطرة. يستطيع الإنسان كذلك قلب ذاك المسار.
إليكم إذن الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل، على نحو غير ساذج.
1 «الأزمات لها ميزة تحفيز القوى الخلاقة في الآن نفسه الذي تتفاعل فيه القوى الرجعية»، حسب ما قال الفيلسوف إدغار موران. وهذا ما يدعو إلى ضرورة إعمال قدرتنا على التأقلم والإبداع.
2 تخلق العولمة اختلالات ومخاوف اقتصادية جديدة، لكن تفتح الباب أمام التلاقح الثقافي ومشاعر الحاجة لبعضنا البعض والمستقبل المشترك الذي نود حمايته.
3 إذا استطعنا تعلم كيفية وضع الشاشات في مكانها الصحيح، سيؤدي الانترنيت إلى خلق ثورة إيجابية بخصوص منهجيتنا في الوصول للمعلومة، وطرق تواصلنا، وكيفية اتصالنا بالعالم، واكتشاف «إشاراته الصغيرة» المنذرة بالتغيير.
4 الغالبية الكبرى من الأشخاص يحسون بعدم قدرتهم على مواجهة التغيير أو تخوفهم منه، أو عدم امتلاكهم الشجاعة الكافية للقيام بذلك. لكن، باستطاعتنا أجمعين تغيير أنفسنا، وإن لم نستطع تغيير التصرفات نستطيع على الأقل تغيير نظرتنا للأشياء.
5 مع مرور الوقت، أضحينا أطباء نعالج أنفسنا بأنفسنا. كما أصبحنا المسؤولين عن الوقاية من الأمراض والمخاطر وحماية حالتنا الصحية، وبذلك استطعنا تحسين جودة حياتنا والرفع من قدرتنا على معالجة أنفسنا بأنفسنا.
6 إن الشركات، التي تعد أحيانا مصدرا للقهر والتوتر العصبي، مضطرة للتحول ووضع العنصر البشري في المحور. التحدي هو جعل الموظفين أكثر سعادة، وبالتالي أكثر فعالية، والحرص على تطوير الإنتاج بشكل عقلاني.
7 حتى وإن ظلت طموحا أكثر من كونها أمرا واقعيا، فإن الرغبة في التضامن، بفضل الروابط الجديدة والصداقات التي يتيحها الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لها قدرة كبيرة على خلق «السلطة الموازية» التي تؤدي إلى التضامن بين الأفراد في أي مكان بالعالم.
8 الغلبة أضحت للجنس الناعم، وبالتالي ستشهد الألفية الثالثة تولي النساء لزمام الأمور وانتصار القيم التي يقال عنها إنها نسوية؛ كالحدس، والتقمص العاطفي، وسرعة التأثر.
9 الشباب يؤرقون راحة بالنا، ويخرجوننا عن المسار الذي وضعناه سالفا، لكنهم بذلك يفرضون ضغطا في تمام الصحة؛ حيث يرغبون في رؤية المزيد من المعنى ومزيد من النماذج الصالحة. كما أن هذه الفئة أكثر سرعة منا في التأقلم مع عالم الغد.
* بتصرف عن مجلة «بسيكولوجي»
سيكولوجيا