يبلغ ابني 8 سنوات وقد دأب أساتذته على الدوام على وصفه بـ «البطيء». وداخل المنزل، كلما طلبنا منه الإسراع، كلما احتاج لوقت أطول. كيف السبيل لجعله يستوعب ضرورة إنجاز الأمور بشكل سريع؟
< كوني متيقنة، عزيزتي، بأن ابنك أدرك وربما على نحو جيد، حسب رأيي، كيف «يتحكم» بك. فلدى كل الأطفال، في بداية حياتهم، تكون الغلبة لـ «مبدأ اللذة»
(«أي سأقوم بما أريد، ومتى رغبت في ذلك، وفقط إذا كان ذلك سيروق لي»). كما يسود لديهم الإحساس بأنهم جد أقوياء («أنا من يتحكم في الوضع»). ولكي يتمكنوا من الخروج من هذه الحالة –غير المتلائمة مع الحياة العادية– يتعين على الآباء الحرص على تربيتهم. وبعبارة أخرى، يتعين على الآباء وضع الخطوط الحمراء، وشرحها للأطفال، وفرضها، وجعلهم يحترمونها، ومعاقبتهم إذا تخطوها عن قصد وكرروا القيام بذلك. لكل شخص منا إيقاعه الخاص، لكن يتعين علينا جميعا التأقلم مع إيقاع العالم. فمواقيت الدراسة، والعمل والقطارات لن تتغير من أجلنا. ويتعين علينا التأقلم معها. لكن يبدو بأن طفلك يرفض دائما وأبدا هذا المعطى، ويبدو بأنه مصمم على القيام فقط بما يوافق هواه، ويستعين في ذلك بسلاح قوي؛ إذ يجعلك تعتقدين بأنه يعاني من بعض المشاكل. كما أنك تصدقين ألاعيبه رغم عدم صحتها. إن طفلا «بطيئا» يظل دائما متخوفا من بطئه، وهو ما يجعله في معاناة دائمة. تلك المعاناة قد تجعله غير قادر على الرقص أمام مرأة الحمام بدل تنظيف أسنانه (كما يفعل ابنك). ولا يصبح على نحو خاص جد سريع في فترة العطلة...
أعتقد بأن ابنك يتلاعب بسرعة تصديقك للأمور، علاوة على نجاحه الدائم في إثارة أعصابك صبيحة كل يوم، كما لو أنك لعبة صغيرة يفعل بها ما يشاء كلما راق له الأمر. إن هذا الأمر لا يطاق بالنسبة لك، ومدمر بالنسبة له. ولذا من الضرورة بما كان البحث عن علاج سريع لهذا المشكل. ويتعين على والده التدخل كذلك. وعليكما سويا أن توضحا له أهمية المواقيت التي ينبغي عليه الالتزام بها. عليكما كذلك تنبيهه إلى أنه في حالة عدم احترامه لتلك المواقيت، فلن تتم الاستجابة لأي طلب من طلباته وبأنه سيتعرض للعقاب بدل سماع صراخ أمه.
عن مجلة «بسيكولوجي»