شهرزاد ترحل إلى الغرب : تأليف: فاطمة المرنيسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شهرزاد ترحل إلى الغرب
shhrzad trhl ila alghrb
تأليف: فاطمة المرنيسي
ترجمة، تحقيق: فاطمة الزهراء أزرويل
النوع: غلاف عادي، 21×14، 238 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: المركز الثقافي العربي تاريخ النشر: 01/01/2003
اللغة: عربي
كانت أول رحلة لشهرزاد نحو الغرب برفقة فرنسي يدعى "أنطوان كالاند"، الذي
أتاح لشهرزاد الفارسية سنة 1704 أن تتحدث بالفرنسية. ولكنها وحين غادرت
الشرق وعبرت الحدود إلى الغرب جُرِّدت من ذكائها. فما أن وطئت قدما شهرزاد
أرضه حتى جردتها الجمارك الأوروبية من جواز سفرها، أي من ما يشكل هويتها
متمثلاً بالأساس في ذكائها.
والواقع أن الغربيين لم يأبهوا إلا بمشاهدة المغامرة والغرام في ألف ليلة
وليلة الذي انحصر هو الآخر في الزينة ولغة الجسد بشكل باعث على الاستغراب،
حتى أصبح رقصاً لا يتجاوز حركات هز الأرداف، وكمثلٍ عن ذلك نجد بأن لفظة
"السحر" العربية التي تحيل على التبادل العميق والاعترافات المهموسة خلال
الليل غائبة عن النصوص المترجمة تماماً.
لقد انصرف اهتمام الغربيين خلال أكثر من قرن إلى الشخصيات الذكورية على
الأخصّ، كسندباد وعلاء الدين وعلي باب. وكان على شهرزاد أن تنظر سنة 1845
أي حوالي قرن ونصف لكي ينعتها ادجار آلان بو بسيدة العجائب في قصته "الألف
ليلة وليلتين لشهرزاد". كان على الحاكية أن تقطع المحيط الأطلسي وتقصد
أمريكا لتلتقي في نهاية المطاف برجل كادجار آلان بو، يعترف لها بالذكاء
الخارق إلى حدّ نعتها بـ"الأميرة السياسية".
حتى ذلك الحين، أي بين السنوات 1704 و1845، ظلت شهرزاد سجينة إلى حدّ اليأس
في حدائق فرساي وهوس قصور فرنسا بأشكال الزينة المبالغ فيها حسب الموضة.
لقد كان سفرها برفقة أنطوان كالاند الذي كان مقرباً من الارستقراطية حاسماً
في السمعة التي اكتسبتها.
تلك هي صورة شهرزاد الراحلة إلى الغرب في ذهن فاطمة المرنيسي المسكونة
بهاجس غنى تراث الفكر العربي الذي تعيده حياً ناطقاً برؤىً شتى وذلك من
خلال تحليل فلسفي يعبر التراث فيه زمانه، مختالاً بزي معاصر على صفحات
كتابها "العابرة المكسورة الجناح، شهرزاد ترحل إلى الغرب".
وفاطمة المرنيسي ومن خلال تداعيات قصص ألف ليلة وليلة في ذهنها التحليلي لم
تخرج في تخطيط رؤاها عن إطار اختصاصها في علم الاجتماع، إذ أنها وفي
محاولة هي أقرب للسرد القصصي الهادف تخوض في أطروحات المخزون التراثي
مقتنصة من تلك الومضات التي تُوَظِّفها فيم جال علم الاجتماع لتكشف بذلك
ومن خلال تحليلالتها الواعية وعلى ضوء مقارنات خاطفة بين الفكر الشرقي
والغربي، عن مكامن الزلل الواقعة في نظرة الغربي وحتى أحياناً الشرقي
للمرأة الشرقية وذلك من منطلق مفهوم لفظ "الحريم" لا أكثر.
وفاطمة المرنيسي باستدعاءاتها هذه تأخذ القارئ عبر رحلة تراثية فكرية مشوقة
تجتاز فيها تخوماً فلسفية تصوفية اجتماعية سياسية نفسية لتضعه ضمن تصورات
معاصرة تحمل عمقاً تحليلياً يعبر عن ذهنية المرأة المعاصرة وتطلعاتها في
الواقع العربي المعاش.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]